
عامل بسيط علّمني معنى "العدل" في الشغل أكتر من مديري!
كنت نازل في فندق في طابا، مملوك لرجل الأعمال المعروف سميح ساويرس. المكان فخم، والخدمة ممتازة، لكن أكتر حاجة علقت معايا كانت حوار بسيط مع عامل من العمال هناك.
مش مدير، ولا مسؤول كبير، مجرد شاب شغال في قسم معين، اتكلم معايا عن المرتبات وظروف الشغل. بس طريقته كانت صادقة وفيها رضا غريب.
سألته: أخبار المرتبات والشغل إيه؟
رد وقال: "إحنا هنا مش بناخد أعلى مرتبات، لكن في حاجات تانية بتخلّي الواحد مرتاح وعايز يكمّل."
سألته: زي إيه؟
- العدل: لو اشتكيت مديري لأي سبب، حقي باخده فورًا ومن غير محاباة، الكل قدام HR زي بعض.
- التأمين الصحي: حتى لو حصلتلي إصابة خارج الشغل، بتعالج على حساب الفندق، وبياخد تعويض محترم.
- ساعات العمل: محددة بدقة، مفيش دقيقة زيادة إلا بموافقتي وبشكل رسمي.
- الأمان الوظيفي: مفيش حاجة اسمها "يمشوني فجأة"، لازم تحقيق وعدل في القرار.
- السكن والأكل: سكن مكيف ونضيف، واتنين بس في الأوضة. وبنأكل زي الزباين بالظبط.
- الإجازات: بناخدها بانتظام، ولو ليّا رصيد بصرفه فلوس أو بياخدني الفندق كضيف!
الراجل كان بيتكلم ببساطة، لكن كل كلمة كانت درس. أدركت وقتها إن فيه ناس كتير في "وظايف كبيرة" مش لاقيين ربع اللي عند العامل ده من احترام وعدل وحقوق.
وساعتها، شكرت في سري سميح ساويرس، مش لأنه عمل حاجة فوق العادي، لكن لأنه ببساطة "ماخدش حقهم"… وده في الزمن ده، بقى نادر جدًا.
***********************
***********************

0 تعليقات