«كل ما تشغّل ناس أكتر… كل ما ربنا يفتح لك أبواب رزق أكتر» حكاية محمود العربي


     «كل ما تشغّل ناس أكتر… كل ما ربنا يفتح لك أبواب رزق أكتر» حكاية محمود العربي… الرجل اللي اشتغل علشان الناس قبل ما يشتغل علشان نفسه

في قرية بسيطة اسمها أبو رقبة في مركز أشمون بالمنوفية، وفي بيت فقير جدًا لا يملك أرضًا ولا أملاك، اتولد طفل اسمه محمود العربي. البيت كان بسيط… الفلوس قليلة… لكن قلب الأب كان كبير، وفاهم كويس قوي يعني إيه رزق حلال.

رغم ضيق الحال، أصرّ الأب إن ابنه يروح الكُتّاب، مش بس علشان يتعلم القراءة والكتابة… لكن علشان يعرف الفرق بين الحلال والحرام. البذرة دي هي اللي اتزرعت جوا محمود وهو صغير… وفضِلت مكملة معاه لحد آخر يوم في عمره.

من مصطبة البيت… لأول مشروع صغير

من وهو طفل، كان باين عليه إنه مختلف. كان عنده ميل غريب للتجارة… ربنا بيحطه في قلوب ناس معينة كده من بدري.

في العيد، كان يقعد على مصطبة البيت يبيع لعب أطفال بسيطة. يعمل حركة ذكية جدًا: ياخد رأس المال يحوّشه، ويدي المكسب لأخوه علشان يشتري له لعب تانية يبيعها. طفل… لكن بيفكر بعقل رجل أعمال.

أخوه لما شاف الموهبة دي، خد قرار غيّر مصير محمود والعيلة كلها: يا محمود… هنسافر القاهرة.

الموسكي… المدرسة الأولى في التجارة

في قلب القاهرة، وسط الزحمة والناس والباعة… بدأ محمود العربي يشتغل كبياع صغير في الموسكي. يروح من محل لمحل، ومن شغلانة لشغلانة، يتعب… ويتعلم… ويتربى على إن الرزق محتاج صبر.

شوية شوية، قدر يكوّن قرشين على بعض… لحد ما ادّخر 4000 جنيه (رقم ضخم وقتها). قرر يدخل شراكة في محل صغير، ومن هنا حصل أول تحول مهم في حياته:
من عامل… إلى صاحب محل.

شريك مريض… لكن حقه ما وقفش

أجمل ما في قصة محمود العربي مش عدد المصانع ولا عدد الفروع… أجمل حاجة فيها هي الإنسانية.

لما فتح أول محل، كان شريك مع اتنين. واحد منهم اشتغل يومين وبعدين تعب ومبقاش قادر ينزل الشغل. شريكه التاني شاف إن من الطبيعي إن الشخص ده خلاص مالوش نصيب طالما مش بيشتغل.

بس رد محمود العربي كان مختلف تمامًا. قال له:

«هو قاعد في البيت بمزاجه؟ ده مريض وبيصرف اللي وراه واللي قدامه على العلاج… وده حقه، وأنا هوصله لحد باب بيته.»

وفضل فعلاً لمدة سنتين كاملين يبعت نصيبه لحد بيت الشريك المريض. ولما الرجل توفاه الله… وقف الفلوس؟

لأ… كمل يبعت نفس النسبة لأولاده، ومع توسع الشغل ونمو الشركة، فضل محافظ على نصيبهم. كان بيتعامل معاهم كأنهم أولاده… مش مجرد ورثة في ورق شركة.

من تاجر جملة… لرمز للصناعة في مصر

بعد نجاح أول محل، أسس العربي جروب وبدأ يتوسع ويفتح فروع أكتر. لحد ما جات اللحظة الفارقة:

لما قدر يحصل على توكيلات بعض أكبر الشركات اليابانية: توشيبا – سوني – هيتاشي. ساعتها حلمه اتنقل من مرحلة:
«رجل تجارة» → «رجل صناعة».

سنة 1975، سافر اليابان يزور مصانع توشيبا. وهو ماشي في المصانع، مشغولش باله بالتكنولوجيا بس… كان بيتخيل حاجة واحدة:
مصانع بالشكل ده، بالمستوى ده… بس في مصر.

رجع مصر، وطلب رسميًا إنه يعمل مصانع هنا. وبدأ أول مصنع في طريق مصر–إسكندرية الزراعي. وبعدين اتعمل مجمع صناعي في بنها سنة 1982، وبعده توسعت المصانع في المنوفية وبورسعيد وغيرهم.

أرقام ضخمة… لكن قيمته الحقيقية في الناس

النهاردة مجموعة العربي فيها:

  • أكتر من 400 منتج
  • موجودة في 22 دولة
  • شبكة توزيع فيها 2800 مركز بيع
  • وأكتر من 180 مركز خدمات ما بعد البيع

أرقام تخوّف… لكن الأجمل من الأرقام هو طريقة تفكيره في النجاح.

في حوار اتسأل: «نفسك في إيه؟» رد وقال:

«نفسي أوظّف ألف شاب في السنة.»

وبالفعل… العربي جروب بقت توظف حوالي 1000 شاب كل سنة. وهنا قال جملته اللي بقت شعار لحياته:

«كل ما التوظيف يزيد… الرزق يزيد.»

مش “شغّالين عندي”.. دول “شغّالين معايا”

لما اتسأل: «إزاي وصلت للنجاح ده كله؟» قال بتواضع شديد:

«أنا معرفش بقيت كده إزاي… مش شطارة مني ولا حاجة… ربنا هو اللي عمل كل ده.»

وبعدين المذيع سأله: «والناس اللي شغالة عندك؟» فكان رده مختلف عن أي رجل أعمال تقليدي:

«أنا بشوف إن ربنا بيديهم رزقهم عن طريقي… عمري ما قلت حد شغال عندي… بقول: شغال معايا… لأن ربنا هو اللي باعتهم لي.»

نهاية المشوار… وبداية الحكاية الحقيقية

في 9 سبتمبر 2021، رحل محمود العربي عن عمر 89 سنة… بعد رحلة كفاح طويلة جدًا.

ساب مصانع وشركات وتجارة كبيرة… لكن أهم حاجة سابها مش الفلوس ولا العلامات التجارية… أهم حاجة سابها هي:

  • فرص عمل لآلاف الشباب
  • سمعة طيبة في قلوب الناس
  • قصة كفاح حقيقية تلهم أي حد عايز ينجح بشرف واحترام

قصة محمود العربي بتفكرنا إن:
النجاح الحقيقي مش إنك تكسب لوحدك… النجاح إنك تشغّل ناس أكتر، وتفتح بيوت أكتر، وتكون سبب في رزق غيرك قبل ما تبص لمكسبك.

لو أنت صاحب بيزنس أو مدير فريق… افتكر دايمًا: “الناس اللي بتشتغل معاك مش موظفين… دول شركاء في الرحلة، وربنا كاتب لهم رزقهم على إيدك.”

تابعنا على قنواتنا لمزيد من محتوى المبيعات

انضم لقنوات رجال المبيعات علشان توصلك أحدث المقالات، تدريبات المبيعات، عروض الكتب، ونصايح عملية تساعدك تطور شغلك ومستقبلك المهني.

📲 قناة الواتساب

💬 قناة الماسنجر

📡 قناة التليجرام


***********************


***********************

إرسال تعليق

0 تعليقات