خلف ابتسامة الـ Sales.. حقائق مؤلمة عن طاحونة 'التارجت' في مصر.

تحديات عمل المبيعات والسيلز في مصر وضغط التارجت

         تُعتبر مهنة المبيعات (Sales) المحرك الأساسي لأي شركة والقلب النابض للاقتصاد، لكنها في مصر تكتسب طابعاً خاصاً جداً. إنها مهنة "المحاربين" الذين يقفون في الخطوط الأمامية، يواجهون تقلبات السوق، وأمزجة العملاء، وضغوط الإدارات، في بيئة عمل تتسم بالتنافسية الشديدة.

في هذه المقالة، نغوص في تفاصيل حياة رجل المبيعات المصري، لنرى العالم من منظوره الواقعي بعيداً عن الشعارات.


١. كابوس "التارجت" (The Target)

الكلمة الأكثر رعباً وتداولاً في حياة موظف المبيعات هي "التارجت". يعتمد النظام المالي لغالبية العاملين على هيكل (راتب أساسي ضعيف + عمولة مجزية).

  • الضغط النفسي: يتحول الشهر إلى سباق عدو يبدأ من يوم 1 وينتهي يوم 30. عدم تحقيق الرقم قد يعني راتباً لا يكفي الأساسيات، أو تهديداً بالفصل.
  • العمولة (Commission): هي "الجزرة" التي تجعل الموظف يتحمل الضغوط. في قطاعات مثل العقارات، صفقة واحدة قد تغير حياة الموظف، وهذا الأمل هو الوقود اليومي.

٢. تحديات السوق المصري حالياً

يعمل موظف المبيعات اليوم في ظروف استثنائية تضاعف صعوبة المهمة:

"إقناع عميل بشراء منتج في ظل التضخم وتآكل القوة الشرائية أصبح يتطلب مهارات إقناع خارقة وصبر أيوب."

يضاف إلى ذلك المنافسة الشرسة؛ ففي العاصمة الإدارية أو الساحل الشمالي مثلاً، يتلقى العميل عشرات المكالمات يومياً، مما يجعل مهمة لفت الانتباه شبه مستحيلة.

٣. قطاعات تحت المجهر

يختلف الحال باختلاف المجال:

  • العقارات (Real Estate): القطاع الأكثر صخباً. يعاني العاملون فيه من "حرق المكالمات" والرفض المستمر، لكن المكافأة المالية قد تكون ضخمة جداً.
  • التجزئة (Retail): معاناة مع الإرهاق الجسدي (الوقوف الطويل) والتعامل المباشر مع شكاوى الجمهور برواتب غالباً ما تكون أقل.
  • خدمات الشركات (B2B): تتطلب مهارات تقنية ولغة قوية، وتواجه ضغط "إغلاق الصفقات" (Closing) مع شركات تقلص ميزانياتها.

٤. الاحتراق الوظيفي وثقافة العمل

بيئة عمل المبيعات في مصر تفتقر غالباً للتوازن بين العمل والحياة. الهاتف لا يتوقف عن الرنين حتى في العطلات؛ فمكالمة العميل مقدسة. هذا يؤدي إلى ارتفاع معدل الاحتراق الوظيفي (Burnout)، حيث يغادر الكثيرون المجال بعد سنوات قليلة بسبب الضغط العصبي.


كلمة أخيرة

موظف المبيعات في مصر ليس مجرد "بائع"، بل هو مستشار، ومفاوض، وخبير نفسي. في ظل الظروف الراهنة، هؤلاء هم "الجنود المجهولون" الذين يضمنون استمرار تدفق السيولة في شرايين الاقتصاد المصري، ويستحقون كل التقدير.

تابعنا على قنواتنا لمزيد من محتوى المبيعات

انضم لقنوات رجال المبيعات علشان توصلك أحدث المقالات، تدريبات المبيعات، عروض الكتب، ونصايح عملية تساعدك تطور شغلك ومستقبلك المهني.

📲 قناة الواتساب

💬 قناة الماسنجر

📡 قناة التليجرام


***********************


***********************

إرسال تعليق

0 تعليقات